mardi 31 mai 2011

فل يتّهمني الجميع !!

فليتّهمني الجميع !!
اكره الصحفيين التونسيين و آلة تصويرهم المحدّقة في آلامنا ... اكره السياسيين جميعا و لا استثني الشرفاء فجلّهم مشاريع قمع مؤجّلة.... اكره جميع الاحزاب و كلّ الجبهات والحركات فكلّها ثبوت و جمود و قوات جذب للوراء... فلتّهموني!!! اكره كلّ العقائد والتيارات الايديولوجية فهي مشاريع بتر للجمالية الغريزية فينا.... اكره كلّ الشعوب فهي في الواقع قطيعة بين المنشود و الموجود و اكره نفسي لانّي كلّ هذا و هذا كلّ ما لن اكون....
فلتتّهموني!!! اكره كلّ الصفحات الثورية و اكره اغتصاب التكنولوجيا للثورات.... اكره سرعة تمرير المعلومة حيث تبقى أنّات الشعوب مكتومة.... اكره دور النشر جلّها كلّها تلك التي نثرت الشعراء سلعا للبيع.... فل تتّهموني !!! اكره الكنائس و المساجد و المقاهي فهي بمثابة مقابر جماعية تتراكم فيها الأرواح فلا الجسد روح و لا الروح جسد.... اكره اخصائيي الاقتصاد و ارقاهم المشفعة باصفار الفشل البشري على تجاوز الربح و الاستثمار !!
فلتتّهموني!!! اكره رؤساء الدول ذات الاعلام المنكّسة... اكره الدول المدنّسة بدماء شهداء لم و لن يدفنوا فهم مواطنون غير أحرار.... اكره كلّ الحقوقيين و حتى من سُجن منهم فهم دليل ملموس عن غياب حقوق الانسان... اكره كلّ القنوات الوطنية و العربية فهم طابور خامس او عاشر للمرار كلّ ما اكره فينا قدرتنا الإلاهية على تناسي لحظات الفرح اللتي تؤججّ فينا الاستمرار .... اكره الهيئات و اللجان فهي مسرحيات خلف ستار لا تذاكر تباع و الحضور خشوع و انصياع ....
بل اتّهموني : اكره من اضرم النار في جلده و اصبح بعد الاموات رئيس الثوّار و اكره ايضا الثوّار فصورهم تباع و تلصق و احيانا عليها نبول ونبصق و هم نبض ميّت لمفهوم ثورة اشعلت النور بعد النيران و ها نحن نصارع الظلام و الظلاميين و بقايا عهود الاستعمار اكره كلّ الأغاني و القصائد و الافلام فكلّهم عجزوا عن قيادة الشعب للمنام اكره النوم فقد تمضى عقود و تُغدر العهود و يُمضى بنضالتنا حيث لن تعود ...
اتّهموني !!! بالسلاسل لمأوايا الاخير قودوني : حديقة من اقحوان... اكره ان تقفوا يوما فوقي او امامي او ان تذرف دمعة فتفسد منامي اكره نفسي حين افاجئها بالدمع تكسي صفحات دواوين درويش لوركا نيرودا آراغون بودلير دنقل النوّاب اكرهها !! حين افاجئها تصنع خياما للمعاني اللاّجئة في زمن اختار فيه الكلّ ان ينضوي تحت الوان مختلفة للاستعمار اكره نفسي او اكره روحي ما الفرق لغة؟ لهجة؟ام اغتصاب فكرة لحروف اهترئت امتثلت ركعت و تحجّبت لبشر خان ؟
اكره كلّ شيء الآن تقريبا سوى التقريب : تقريب الحرف من الظرف و تقريب اللغة من المعنى و تقريب اللامعنى من الكره علّه ينجح حيث فشل الأطبّاء اكره الأطبّاء و خِرَقَهُمْ البيضاء تعاليهم على الموت و برودتهم اللاذعة في اعلان النهايات لمن لم ينجح يوما في كتابة او قراءة المقدّمات !! اكره المؤخّرات كذلك فهي اختزال لحمّى الروح بعد عصف العشق و اكره العشق فهو مرتع آمن للهذيان و اكره اصابعي حين لا تقف عن الكلام !!!
اتّهموني ف"أنا لست لي" و حتّى كون
ي لست لي، ليست لي !!!

3 commentaires:

  1. ما عدا النبرة الكئيبة والتي كنت تمنيتها متعجرفة سليطة اللسان موخزة البنان تقدح كالصوان أو مُطلقة العنان للغتك التي اعتدتها فأنت كما أنت ودمت كما أنت لا خوف عليك من سيبويه القديم فما بالك بسيبويهات زمن البؤس والتعاسة....

    RépondreSupprimer
  2. مرحبا بكم إذا بين الذين كرهوا الكتابة و الكآبة و كره الحالمين بفجر لا يجيئ ذواتهم و صفاتهم


    سيدي علي
    لم تعد الأغاني ممكنة

    عاشور

    RépondreSupprimer
  3. أنا فخور بيك يا بنيتي !

    جاردووور!

    RépondreSupprimer